فن "لغة الجسد" ونشأته في العراق *عماد نافع
"البانتومايم" او "لغة الجسد" كما هو متعارف عليه في مصطلحات المسرحيين لغة عالمية, لا تقل اهمية عن الموسيقى, واللوحة التشكيلية التي لا تحدها حدود. وهو مصطلح مسرحي حداثي, يعني باللغة الاغريقية" اقلد كل شيء".اما لماذا سمي بلغة الجسد, فذلك لأنه يأخذ دور النص او المادة المكتوبة, في العمل المسرحي, وبذلك يكون لغة جسدية مقابل, لغة الحوار, اعتماداً على مهارة الحركات الجسدية, والاحساس العال بالحركات, والمرونة اللافتة للجسد وقدرة التقمص للشخصيات الحياتية المختلفة, والادراك الحسي والحركي او التوافق الحسي والحركي. وتعني كلمة "البانتومايم "ايضاً فن التمثيل الإيمائي الذي يعني فن التقليد أو فن المحاكاة لكل ما تحتويه الحياة. وقديماً كان يُطلق اسم "بانتومايم" على المَشاهد الراقصة الصامتة والحركات والأفعال والإيماءات التي كانت كلها تجسِّد الحياة الروحية لتلك الشعوب القديمة عندما تريد أن تعبِّر عن سعادتها بعد انتصارا تها في حروب الحياة المختلفة. لكن تسمية "البانتومايم" مرت بمراحل تطويرية عديدة, و أهم تطور حدث في المفهوم الفكري لفن البانتومايم هو ما جرى في القرن العشرين، حيث توفرت للفنان مواد وتقنيات جديدة جعلته أكثر تأثيراً وتفاعلاً وإبداعاً، وبالتالي أغنتْ تجربته وأثَّرتْ على إبداعه في تجسيد الشخصيات العديدة التي يجسدها. ويقسم بعض النقاد المراحل التي مر بها فن "البانتومايم" الى ثلاث مراحل وهي: ( التقليد, التعميم, والمنهجية). وهذا التقسيم يثبت لنا بما لا يقبل الشك ان هذا الفن او الاسلوب ليس جامداً, بل متحرك زمنياً.
نشأة "البانتومايم" في العراق
بدأت المحاولات الحقيقية لفن "البانتومايم" او لغة الجسد في ستينيات القرن الحالي, لاسيما في اعمال د صلاح القصب "احزان مهرج السيرك", وفي غالبية اعمال الفنان "محسن الشيخ" – رحمه الله – الذي تخصص بأداء "البانتومايم" في جميع اعماله التربوية والنقدية والساخرة، وفي اعمال سعيد نعيم, وعصام علي. ونشأت فرق مسرحية مهمة, قدمت عروض لغة الجسد, ومن اول هذه الفرق, فرقة جماعة الديوانية, بعدها قدم الفنان "عماد نافع", تجارب مهمة جداً في هذا الفن مطلع التسعينيات بعد ان طور من آلياته وتقنياته, لاسيما في تجربته العالمية "الفضاء السابع", وتجارب اخرى. ولا ننسى فرقة "مردوخ" التي تخصصت بالفن الصامت, والتي كانت بأشراف د. جلال جميل, بعدها برزت أسماء مهمة تخصصت بعروض لغة الجسد, ومن هذه الاسماء الفنان المغترب طلعت السماوي, والذي استطاع من تشكيل فرقة مسرحية متخصصة بهذا الاسلوب في السويد, بعدها ظهر لنا بقوة اسم الفنان أنس عبد الصمد, الذي قدم اعمالاً عالمية مهمة, مع مجموعته الشبابية, بعد ذلك جاءت اسماء شبابية كثيرة, من بغداد والمحافظات اخذت على عاتقها نشر هذا الاسلوب وتطويره. بعد ان توسعت قاعدته الجماهيرية .
- 10th February 2018 (مشاهدة: 2519)