المفيد في تعليم اساليب قواعد اللغة العربية الجديد - عباس خليل عبد الرزاق العاني
من بديهي القول... ان الهمة والمثابرة والاخلاص... الخ, لا تأتي من فراغ, بل من اساس وبناء قوي, ليضيف لبنة مباركة الى لبنات الحياة في الخلق والابداع, وفي القوت نفسه الذي يؤسس لتقديمات مستقبلية, لتكون نماذج ايجابية لخدمة البلاد.
وهكذا هي الاسماء الواعدة والرائدة كل في مجال اختصاصه, تبدأ بذرة يانعة لتصير شجرة مثمرة, يتفيأ بها المتفيئون, ويجني ثمارها.
واذا كان لنا من حديث عن الاستاذ حسن كاظم حسن السعدي, الاخ والصديق والمربي الفاضل, فان فيه ما يعبر عن غنى الاسم, بكل ما يحيط الانسان من معانٍ جليلة ترقى الى أن يقف الانسان أمامه بكل اجلال, لما في روحه من مقامات عليا في الحياة الاجتماعية والوظيفية, فقد لازمته منذ السنوات الاولى للتعليم الابتدائي في مدرسة الرشاد الابتدائية والدراستين المتوسطة والاعدادية (المتوسطة المركزية والاعدادية المركزية في الحلة), وافترقنا في الدراسة الجامعية حيث أكملتها في بغداد, فيما أكملها هو في نفس جامعة البصرة/كلية الآداب/ قسم اللغة العربية, لنلتقي بعد ذلك في الخدمة العسكرية الالزامية في المتحف العسكري العراقي ببغداد عام 1974, وكذلك كنا سوية في خدمة الاحتياط لثماني سنوات عشناها بظروفها الصعبة.
ان أصالة الانتماء للأستاذ حسن كاظم حسن السعدي, وحبه لبلده وللغة القرآن, جعلته مسروراً حتى حين قُبل في قسم اللغة العربية, لذلك كان وما زال منكباً على الخوض في أسرار اللغة العربية وعمومها, باذلاً أقصى جهده, لإيصال معلوماته الى طلابه بكل دقة وسعة صدر, حتى أن طلبته كانت علاقتهم به كعلاقة الابن بالأب, أينما كان في هذه المدرسة او تلك, فكان يأسى لرسوب طالب في درسه, حتى كأن الدنيا انقلبت على عقبها, لذلك تراه يشاطر الطالب من أجل التفوق في امتحانه المقبل. كما انه لم يفرق بين طلبته سواء كانوا في بغداد او البصرة او أقضية ونواحي محافظة بابل(المحافظات التي درس فيها), لأنه كان يشعر بأنهم أمانة في عنقه, ليكون هؤلاء الطلبة رجال المستقبل, لذلك كان يعمل على تلازم التربية والتعليم في علاقته الابوية بطلبته.
وكم كانت ادارات المدارس التي درس فيها, تحرص على عدم انتقاله الى مدرسة أخرى, بسبب دوره العلمي والتربوي تجاه طلبته, والنتائج الجيدة التي كان يحققها خاصة في الامتحانات الوزارية التي تشهد على كفاءته العلمية, حتى تم اختياره في افضل المدارس الاعدادية في مدينة الحلة, مثل الثانوية المطورة واعدادية الحلة للبنين.
كما كان الاستاذ السعدي يحرص على ترديد جمل علمية وتربوية أمام طلابه, ليحفظوها بهدف زرع الثقة بقدراتهم وامكاناتهم العلمية, لتعزيز دورهم في خدمة بلدهم مثل(كونوا للعلم دعاة ولا تكونوا رواة) و (علم بدون أخلاق لا خير فيه).
ان هذا العطاء والمتابعة العلمية من قبل الاستاذ السعدي(اللغة العربية) أدى الى حصوله على أكثر من ثمانية وعشرين كتاب شكر من وزارة التربية, وعضويته في لجنة تقويم الاسئلة المحلية(المركز), وأسئلة الامتحانات الوزارية العامة لعام 1978, وحصوله على شهادة التميز والتكريم من قبل وزارة التربية, لحصوله على المرتبة الاولى بمادة اللغة العربية من حيث النسب المئوية, سواء كان ذلك في المعيارية والمئوية المعيارية, ففي (المعيارية) لم تقل النسبة عن 89% ولمدة خمس سنوات متتالية, والثانية (المئوية المعيارية) كانت بنسبة مئوية كاملة.
كما ان هذا الفيض العلمي قد أسفر عن حصول الاستاذ السعدي على لقب مدرس اول او مدرس أقدم وأخيراً حصل على لقب مدرس متميز من قبل وزارة التربية.
ان التزام الاستاذ السعدي بوظيفته واخلاصه لوظيفته, جعله حريصاً على جمع هذه التجربة الرائدة من سنوات عمره في التعليم, ليصدر هذا الكتاب الذي تتلألأ فيه النجوم في الليالي المقمرة, لتقديمه أمام الطلبة ليكون لهم عوناً في دراستهم, وليكون هذا أثراً خالداً في سيمفونية التاريخ العراقي الاصيل, وايمانه بأن هذا الانجاز العلمي سيكون عملاً صالحاً مستمراً في حياته الدنيا والأخرة.
وأنا اختتم كلماتي القصيرة عن أخ لي لم تلده امي, أقول ان المعادن الثمينة لا تصدأ مهما تفاوتت عليها السنون, سائلاً المولى عز وجل ان يمنَ على اخي السعدي بالخير والصحة والبركات, واصدارات علمية اخرى لخدمة عراقنا الاشم وشعبنا الابي.
- 18th April 2018 (views: 2666)