"الدمية" قصة قصيرة - ليلى عيال - اللوحة للفنانة القديرة: ليلى نوراس

عدت بذاكرتي مرغمة الى زمن فررت منه طويلاً، كنت ابصر ذلك مما خصص لي من مكان صغير على احد الرفوف المواجهة للشارع العام والذي كان مزدحم طيلة النهار كنت اتسلى بما يدور خلف النافذة الزجاجية ونحن ننتظر فرصة ما لمغادرة هذا المكان اللعين كما كان اغلبنا يعتقد... بعضنا لم ينتظر طويلا فسرعان ما غادر بصحبة احدهم بعد ان اقتنع بجودة صناعته وجمال تصميمه بينما ظل البعض وانا منهم بانتظار فرصة اقرب للحلم للمغادرة. احببت النظر الى العالم خارجا بعينين تشبه زرقة سمائه التي كنت ارى جزءاً منها من خلال النافذة احفظ ما ارى من صور ثم استرجع ما رأيت احلاماً صغيرة عندما تبدا اضواء المتجر بالانطفاء بينما تشتعل اضواء الشارع تباعاً بنسق جميل... لم تكن رغباتي كبيرة جلها كان مغادرة هذا المتجر وانا في مكاني على هذا الرف انتظر قادماً يأخذني كاميرة او جارية لا فرق، انظر ذات الاتجاه اراقب خطوات المارة افرح عندما تزدحم الخطوات فيدب صوت خطواتهم في دهاليز صبري وانتظاري رويداً رويداً وانا استمع لهذه الخوات وافصل بينها هذه لطفل يركض وحيدا وتلك لسيدة تقترب بكعب عال بينما تمر مجموعة اطفال بسرعه وهي تركض خلف قط خائف، مجموعة اخرى تقترب بضحكات عالية وهي تركض خلف طائرة ورقية انقطع خيطها وابتعدت فرحه الى شارع آخر... كنت اراقب ولا شيء يدعوني للقلق اصنع لنفسي املا من صور وخطوات... وانا بمكاني هذا هادئة صامتة عدت بذاكرتي لكل هذا وانا محشوة في سلة نفايات تقع في نهاية ممر طويل وتأكد لي اني سأحمل الى مكب نفايات بعيد مع ما تبقى من حفلة صاخبة عندها فقط سامر بعشرات المتاجر سأبصر اخوة لي يتطلعون الى عالم جميل كما كنت انا سامر امامهم قطع لاحول لها ولا قوة كان يضحك وهو يقطع اوصالي قطعة قطعة بينما يتعالى صراخي الذي لا يسمعه احد هذا ما حصل عليه جسدي الجميل .. كل ما افهمه الان اني اصبحت كومة مهملة من جسد ممزق وذكريات لا رغبة لاحد بها.